منگل، 18 اکتوبر، 2022

توقير الصحابة لسيّدنا رسول الله ﷺ


ذات مرّة أتى عُروَة بن مسعود رضي الله تعالى عن إلى النبيِّ ﷺ وذلك قبل أنْ يُسلِم، فجَعَلَ يَرْمُقُ أَصْحَابَ النَّبِيِّ ﷺ بِعَيْنَيْهِ -وهم يعزّرونه ويحترمونه ويوقّرونه،- فَرَجَعَ عُرْوَةُ بن مسعود إِلَى أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: أَيْ قَوْمِ! وَاللهِ! لَقَدْ وَفَدْتُ عَلَى المُلُوكِ، وَوَفَدْتُ عَلَى قَيْصَرَ، وَكِسْرَى، وَالنَّجَاشِيِّ، وَاللهِ! إِنْ رَأَيْتُ مَلِكًا قَطُّ يُعَظِّمُهُ أَصْحَابُهُ مَا يُعَظِّمُ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ ﷺ مُحَمَّدًا، وَاللهِ! إِنْ تَنَخَّمَ نُخَامَةً إِلَّا وَقَعَتْ فِي كَفِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ، فَدَلَكَ بِهَا وَجْهَهُ وَجِلْدَهُ، وَإِذَا أَمَرَهُمْ ابْتَدَرُوا أَمْرَهُ، وَإِذَا تَوَضَّأَ كَادُوا يَقْتَتِلُونَ عَلَى وَضُوئِهِ، وَإِذَا تَكَلَّمَ خَفَضُوا أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَهُ، وَمَا يُحِدُّونَ إِلَيْهِ النَّظَرَ تَعْظِيمًا لَهُ[1].
وعن سيّدنا عونِ بن أَبِي جُحَيفَةَ رضي الله تعالى عنه عن أبيه قال: أَتَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ حَمْرَاءَ مِنْ أَدَمٍ، وَرَأَيْتُ بِلَالًا أَخَذَ وَضُوءَ النَّبِيِّ ﷺ وَالنَّاسُ يَبْتَدِرُونَ الوَضُوءَ، فَمَنْ أَصَابَ مِنْهُ شَيْئًا تَمَسَّحَ بِهِ، وَمَنْ لَمْ يُصِبْ مِنْهُ شَيْئًا، أَخَذَ مِنْ بَلَلِ يَدِ صَاحِبِهِ[2].
أيّها الأحبّة! إنّ محبّة النبي ﷺ لدى أصحابه شديدة وقويّة لا يوازيها حبّ أحدٍ بعدهم، فلقد أحبّ الصحابة رضي الله عنهم الرسولَ ﷺ حُبًّا فاق كلّ حبّ ولا يوجد له مثال لهم في حبّهم له ﷺ في هذا العالم.
وقام هؤلاء الصحابة الإجلاء رضوان الله تعالى عليهم من خلال شخصيتهم وسلوكهم وأدبهم إلى يوم القيامة بتعليم المسلمين، بأنّه كيف ينبغي لكلّ شخصٍ من أمّته تعظيم وتوقير نبيّه ﷺ؟
واعلموا أيّها الإخوة! أنّه منذ وجود الحبيب ﷺ في هذا الوجود حتّى اليوم كان جميع الصحابة والتابعين وتابعي التابعين وسائر العلماء والمفتين والسلف الصالح وعامّة المسلمين بلزوم هذا التعزير والتوقير لرسول ﷺ بكلّ وجه أمكن، وسيستمرّون عليه إلى يوم القيامة، ولِمَ لا وهو واجب وشعبة عظيمة مِن شعب الإيمان، وقد قال الله في محكم تنزيله: ﴿إِنَّآ أَرۡسَلۡنَٰكَ شَٰهِدٗا وَمُبَشِّرٗا وَنَذِيرٗا ٨ لِّتُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُۚ وَتُسَبِّحُوهُ بُكۡرَةٗ وَأَصِيلًا ٩﴾ [الفتح: ۸-۹].
قال العلّامة القاضي عياض المالكي رحمه الله تعالى: أوجب الله تعالى تعزير -رسوله ﷺ- وتَوقِيرَهُ وَألزَمَ إكرامَهُ وتعظيمه۔

کوئی تبصرے نہیں:

ایک تبصرہ شائع کریں